اليوم جايب لكم لقاء مع مروان قاووق كاتب المسلسل الخطير باب الحارة وصراحة اللي يقرأ اللقاء راح يشوف بعض المفاجأت في ثنايا اللقاء ( حلوة ثنايا اعجبتني بصراحة يجي مني )
دمشق: سعاد جروس
رغم النجاح الجماهيري الكاسح الذي حققه مسلسل «باب الحارة 2» وشهرة أبطاله عربياً، لم نتمكن من الوصول إلى رقم هاتف كاتب السيناريو بسهولة. بعد سؤال عدد كبير من الأشخاص في الوسط الإعلامي والفني، تمكنا بمساعدة الأصدقاء من الحصول على رقم هاتف الكاتب مروان قاووق صاحب العمل. لم نتوقع أن يشكل الحوار معه مفاجأة، إذ ظهر وكأنه خارج للتو من «حارة الضبع»، وربما انه لم يخرج بعد؛ يدافع عن شخصيات المسلسل وكأنهم يعيشون معه، ويبرر لهم تصرفاتهم على أساس انساني لا درامي. في حوار لا يفتقر إلى الطرافة المستملحة وشيء من الممازحة، المستمدة من العفوية والبساطة وروح اللهجة الشامية التي تحدث بها من دون فذلكة ولا حذلقة.
لأول مرة أتمنى لو أن حوارا كهذا نقل إلى القارئ بالصوت والصورة وكما يقال بالشامي (على حبته) أي طبيعته، كي لا يفقد شيئاً من عذوبته وطرافته، والأهم تشويقه النابع من كشف كواليس كتابة نص أدهش العالم العربي، وحاز اهتمام الكبير والصغير في ظاهرة غير مسبوقة. لكن ضرورات مهنية بحتة حتمت علينا إعادة صياغة لغة الحوار حرصاً على سلامة إيصال أفكار الكاتب والمعلومات الكثيرة المشوقة التي كشفها حوارنا معه:
> علمنا أن لسيناريو مسلسل «باب الحارة 2» قصة مشوقة فما هي؟
ـ الجزء الثاني من «باب الحارة»، كتبته قبل الجزء الأول بسنة كاملة، وعندما عرضته على المخرج بسام الملا، اقترح توضيح بعض الأحداث، مثل أسباب طلاق سعاد ودخول الأعمى إلى الحارة من خلال خمس حلقات تتضمن أحداثاً جديدة، أو كتابة جزء أول. فاخترت كتابة جزء آخر، وإضافة حكايات جديدة مثل تعرف أهل الحارة على الثوار ودخول الأعمى إلى الحارة وأسباب طلاق سعاد، وأضفت شخصيات مثل الحد عشري وزهرة. بعدما كتبت القصة، بدأت بكتابة السيناريو وأنجزت حوالي إحدى عشرة حلقة. ونظراً لضيق الوقت، حيث لم يتبق سوى شهر ونصف الشهر للبدء بالتصوير، اقترحت الشركة المنتجة والمخرج ادخال كاتب آخر معي في كتابة السيناريو، وشارك معي كمال مرة ، لكن ما جرى لاحقاً أن الشركة المنتجة ضغطت على المخرج ليضع اسم مرة معي على التأليف، مع أن القصة لي بكاملها وحوالي نصف السيناريو. عاتبت المخرج على هذا، وتصافينا وانتهى الأمر.
> هذا بالنسبة للجزء الأول، ماذا عن الجزء الثاني، هل تعرض للتغيير بعد إدخال حكايات جديدة على الجزء الأول؟
ـ سأكون صريحاً. كتبت مسلسل «باب الحارة» عام 2000 وكان اسمه "عودة سعاد". وتمحورت القصة حول طلاق سعاد من "أبو عصام" ثلاث مرات، وكي تعود إلى زوجها ستحتاج إلى حيلة شرعية. وهي الزواج برجل آخر، أي ما يعرف بالعامية بالـ(تجحيشة). وعليه يتم تزويج سعاد (ست حارة الضبع) من "أبو غالب" (الشخصية الوضيعة) من حارة "أبو النار". وعلى خلفية إعادة سعاد إلى "أبو عصام" تدور الصراعات والمشاكل بين الحارتين.
ما جرى أن المخرج الملا، بعد عرضه القصة على جهات خليجية، رفضت فكرة "التجحيشة"، وطلب مني تغييرها، فقمت بتغيير الفكرة. هنا يمكن القول إن "العمل فرط" وجرى تطليق سعاد مرتين، وأعيد بناء أحداث الجزء الثاني على هذا الأساس.
> ألا تعتقد أن العمل كان سيكون أفضل لو بقي النص على حاله؟
ـ المنتج والمخرج تمنيا أن لا يتغير العمل، لأن الأحداث كانت ستبدو طبيعية وغير مفتعلة، ولنتخيل المفارقات التي ستنتج عن زواج سيدة الحارة سعاد من "أبو غالب" بائع البليلة!!
> هل كان أبو غالب مصاباً بالجرب عندما تزوجته سعاد؟
ـ ( يضحك ..)
> هذا يعني أنك كتبت عملاً جديداً؟
ـ لا أكتمك سراً، قبل "باب الحارة" كان عندي مسلسل اسمه "عش الدبور"، كل حلقة لها قصة مستقلة، أعدت صياغته كقصص مترابطة متكاملة، ثم "دحشتها" في «باب الحارة».
«باب الحارة» تسميتي وأنا حر بها
> تبدو كواليس باب الحارة أكثر تشويقا من مسلسل "باب الحارة" ذاته؟
ـ هناك قصة أخرى لها علاقة بخط الصراع مع الفرنسيين، كانت مساحة هذا الخط أوسع وأكثر وضوحاً، حيث ذكرت في النص حادثة ضرب البرلمان وحوادث القلعة، لكن الرقابة السورية طلبت التخفيف من هذا الخط، فحذف منه الكثير، لأنه عندما تم شراء العمل كانت علاقة العرب مع فرنسا جيدة لموقفها الرافض لاحتلال العراق.
هذا ما صادف العمل، أولاً اعتراض خليجي على الخط الاجتماعي الشرعي، وثانياً، اعتراض سوري على الخط السياسي، الأمر الذي اخر انجاز العمل لصالح انجاز "ليالي الصالحية"، علماً أن «باب الحارة» كان عن بيئة منطقة الصالحية بالذات، ولكن بما أن "ليالي الصالحية" سبق عملي، فقد طلب المخرج تعديل العمل، ورسم نموذج آخر للحارة، وعدم الإشارة للصالحية.
> المسألة ليست فقط تغيير تسمية، فبيئة الصالحية اقرب للريف. ففي الفترة الزمنية للمسلسل كانت عبارة عن بساتين وتختلف كلياً عن بيئة الحارات المغلقة الواقعة خلف سور مدينة دمشق القديمة!!
ـ صحيح «الصالحية» كانت بساتين وغير مسورة، وبيوتها طينية فقيرة، لكن نتيجة للظرف السياسي الأمني كانت بعض البيوت المتجمعة في حارة مسدودة تقيم باباً لها، أخذت هذا النموذج ووسعته.
> هذه البيئة لا تشبه بيئة المسلسل، فالبيوت التي ظهرت في العمل كانت مترفة، بينما أصحابها يعملون بمهن عادية، وليسوا من الأثرياء!!
ـ صحيح، لكن العمل قدم شخصيات من الأغنياء ومن الفقراء، وعملية تمييزها ضمن بيئتين مختلفتين داخل وخارج السور، سيدخلنا في متاهات أخرى تشتت موضوع العمل وتتطلب جهداً ووقتاً اضافيين، فتم تنفيذها على هذا النحو. لا أخفيك، لقد اختلف رسم الحارة في العمل عن رسمها في السيناريو. ولأن المخرج يحب أن يظهر الفلكلور الشامي تم التصوير في بيوت دمشقية شهيرة مثل (بيت السباعي وبيت نظام وبيت جبري).
> هناك من يصنف هذا النوع من الدراما بالسياحية.
ـ في شهر رمضان نشاهد كماً كبيراً من الأعمال السورية المتنوعة. ألا تستحق البيئة الشامية أن يكون هناك عمل واحد عنها، يزين الدراما السورية، مثل "باب الحارة"؟ الأصداء كانت ايجابية جداً، وأثناء عرضه كانت الاتصالات تأتيني من أمريكا وسويسرا للاستفسار عما سيحدث في الحلقة التالية.
هذا نجاح اثبت أن الدراما السورية ليست في ركود، وإنما في حالة تطور وحركة. وفي لقاء سيادة الرئيس بشار الأسد مع صناع الدراما، وعدنا بتنظيم هذا القطاع من حيث الإنتاج والتوزيع.
> من أين أتيت بتسمية «حارة الضبع» لو قلبنا تاريخ تسميات الأماكن الدمشقية، لما عثرنا على اسم مشابه أو قريب منه، فالضبع يبدو من بيئة خارج البيئة الدمشقية؟
ـ اسم "حارة الضبع" من اختراعي، وكان هناك مشهد يوضح سبب هذه التسمية، للأسف تم حذفه. والسبب أن والد الزعيم، كان يمسك بيديه الضباع الشرسة التي تأكل الإنسان، لذلك سميت حارته بـ«حارة الضبع».
> قلت إن المسلسل كان اسمه «عودة سعاد" من اختار تسميته "باب الحارة"؟
ـ انا اخترت هذه التسمية بناء على طلب من المخرج، وحتى اسم "باب الحارة" لم يعجبه وتمنى تبديله فقلت له "حاجه بقى"، وتم توقيع عقد التنازل عن العمل باسم "باب الحارة".
> هل هذا الاسم ملكك أم ملك الشركة المنتجة التي يقال انها رفعت دعوى قضائية لإثبات ملكيتها للاسم؟
ـ اسم "باب الحارة" مسجل باسمي، وعقد البيع باسمي، وقد تم بيع شركة "عاج" جزءاً واحداً مؤلفاً من 30 حلقة فقط، وبما أن بسام الملا انفصل عن شركة عاج، وافتتح شركة جديدة باسم "ميسلون فيلم" طلب مني كتابة جزء ثالث، ووقعت عقداً مع شركته. وسوف يكون الجزء الثالث من "باب الحارة" من إشراف وإنتاج وإخراج بسام الملا.