بحث حول ألاستخاره
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
واللعنة الدائمة على مخربي شرائعهم الى يوم الدين
الحمد لله الذي من علينا بمحمد(ص) سابق بريته الى الاقرار بربويته ,وخاتم اصفياءه أنذارا برسالته, وأنزل عليه كتابا جعله مهيمنا على كتبه المتقدمه, ومشتمل على ما حوته من العلم الجمه فجعله كما قال تعالى ( تبيان كل شي ) ( لم يفرط فيه من شي ) فهدانا عز وجل بمحمد (ص) من الظلالة والعمى وانقذنا به من الجهالة والردى وأغنانا به وبما جاء به من الكتاب المبين وما اكمله لنا من الدين ودلنا عليه من ولاية الائمة والمهدين (ع)الطاهرين عن الاراء والاجتهاد .
وبما ان الاستخاره هي سؤال العبد لربه المتوكل عليه والله يقول ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق3 فعن ابي الحسن الاول (ع) قال في هذه الايه ( التوكل على الله درجات, منها ان تتوكل على الله في امورك كلها فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم انه لا يألوك خيرا, وفضلا, وتعلم ان الحكم في ذلك له, فتوكل على الله بتفويض ذلك اليه وثق به فيها وفي غيرها ) اصول الكافي ج 2ص65 .
فان كان هذا التوكل في امور الدنيا هذه نتيجتها فما بالك بمن يتوكل عليه بأمر دينه ؟
عن ابي عبد الله (ع) قال ( اوحى الله عز وجل الى داود (ع) ما اعتصم بي عبد من عبادي دون احد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم تكيده السموات والارض ومن فيهن الا جعلت له المخرج من بينهن وما اعتصم عبدا من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته الا قطعت اسباب السموات والارض من يديه واسخت الارض من تحت ولم ابال بأي واد هلك ) اصول الكافي ج2 ص63.
فالذي يعتصم بالله ويتوكل عليه سبحانه ويقطع رجاءه ممن لا حول ولا قوة في امور الدنيا والدين لا يقع في شباك الشيطان لانه اعتصم بالقوي القادر الذي يعلم مصلحته وذلك لان الانسان محجوب في هذه الدنيا وممتحن بها وصاحب الامتحان هو الله سبحانه الغيب المطلق فلا توجد طريقه لمعرفة رضا مكون الاكوان الا عن طريق الاتصال به ولا يمكن ا لاتصال به مباشرة ولكنه سبحانه لم يقطع رجاء من ساله وطلب منه ما يرضيه متوسل بما وضعه للناس عن طريق حججه ولقلت علم من لم يتصل بالسماء وكان نيته رضا الله فعليه ان يقصد من نصبهم ويلتزم بالقوانين الالهية والدستور الالهي وهو القران وعدله الثاني محمد وال محمد (ع) حيث بين سبحانه في كتابه الكريم العديد من الايات التي تنص على الايمان بالغيب ومنها قوله تعالى({الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }البقرة 3وقال تعالى {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ }الأنبياء49 وقال تعالى (إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ ) وقال تعالى {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ }يس11وقال تعالى {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ }ق33وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }الملك12.
فكل هذه الايات القرأنية تدل على الايمان بالغيب والرضا منه سبحانه على من أمن بما أنزل على لسان نبيه (ص) وفي ما ذكروا اهل البيت (ع) ان الله لم ينظر الى الارض منذ ان خلقها فكيف ننال رضا الرب الاان نتمسك بمن ارسلهم لنا رحمه وفرض علينا طاعتهم حيث قال سبحانه ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي ألامر منكم ) وان الله يريد ان يعبد من حيث هو يشاء لا من حيث نحن نشاء ومن مشيئته سبحانه التوجه له بمن نصبهم وأصطفاهم ولم يترك اصفياءه بغير قانون ونهج وسيره وضعها لهم واعضم ما أنزله هو القران ( الذي فيه تبيان كل شي ) فرسول الله (ص) هو ترجمان القران والمفسر الاول له حيث لايعرف القران وبطونه ألا من خوطب به فيكون ما نطقه رسول الله (ص) وأهل بيته من احاديث هي تسهيل وتفسير ما أنزله الله ألينا كي نصل ألا مرضاته فمن اراد رضا الله وتجنب ما حرم على لسان نبيه (ص) عليه التمسك باقوالهم وافعالهم واقرارهم ومن ضمن هذه الافعال والاقوال والاقرار الكثير ولكننا سوف ناخذ جانب منها وهو جانب الاستخاره :
حيث الاستخاره سؤال العبد لربه فلا بد لهذا المربوب ان يتوكل على خالقه ويحسن الظن فيما خار له وفي دعاء لامير المؤمنين (ع) ( اللهم اجعلني اخشاك كاني اراك ,واسعدني بتقواك ,ولا تشقني بمعاصيك ,وخر لي في قضاءك ,حتى لا احب تعجيل ما اخرت , ولا تاخير ما عجلت ) .
قال رسول الله (ص) ( لا اله الا هو ما اعطي مؤمن قط خير الدنيا والاخرة الا بحسن ظنه بالله ورجاءه وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين والذي لا اله الا هو لا يعذب الله مؤمن بعد التوبة والاستغفار الابسؤء ظنه بالله وتقصيره من رجاءه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين والذي لا اله الا هو لا يحسن ظن عبد مومن بالله الا كان الله عند ظن عبده المؤمن قد احسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه فاحسنوا بالله الظن وارغبوا اليه )
اصول الكافي ج2ص72.
وسؤال الله لا بد ان يكون بمعرفة ويقين وتوكل فمن اراد ان يكلم الله يصلي ويدعوا ومن اراد ان يكلمه الله فاليستخر الله وسوف نذكر العديد من وصايا اهل البيت (ع) في سؤال الله بالاستخارة .
نهجالبلاغة - و من وصية له ع للحسن بن علي ع كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين
((... أَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ فَإِنَّكَ تُلْجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ حَرِيزٍ وَ مَانِعٍ عَزِيزٍ وَ أَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ فَإِنَّ بِيَدِهِ الْعَطَاءَ وَ الْحِرْمَانَ وَ أَكْثِرِ الِاسْتِخَارَةَ وَ تَفَهَّمْ وَصِيَّتِي وَ لَا تَذْهَبَنَّ عَنْكَ صَفْحاً فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَ لَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لَا يَحِقُّ تَعَلُّمُهُ أَيْ بُنَيَّ إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنّاً وَ رَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً بَادَرْتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ ... ))
عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله( ص)(( يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك و أستقدرك بقدرتك و أسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم و أنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر و تسميه خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري فاقدره لي و يسره و بارك لي فيه و إن كنت تعلم أنه شر لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري فاصرفه عني و اصرفني عنه و اقدر لي الخير حيث ما كان ثم رضني به ))