على الرغم من مشاركتها سويسرا في تنظيم نهائيات كأس الامم الاوروبية الثالثة عشر (يورو 2008) يتوقع عدد قليل للغاية من خبراء ومتابعي اللعبة أن تترك النمسا بصمة لها في منافسات البطولة.
وعلى عكس الامجاد التي حققتها الكرة النمساوية في الماضي لم يحقق المنتخب النمساوي أي إنجاز على مدار السنوات الأخيرة ويبدو مرشحا بقوة للخروج من الدور الاول في البطولة التي تستضيفها بلاده بالتنظيم المشترك مع سويسرا من السابع إلى 29 حزيران/يونيو.
وأوقعت قرعة الدور النهائيات المنتخب النمساوي على رأس المجموعة الثانية التي تضم معه منتخبات كرواتيا وألمانيا المرشحة للفوز بالبطولة وبولندا.
ولم يتأهل المنتخب النمساوي إلى نهائيات كأس العالم منذ بطولة عام 1998 بفرنسا والتي خرج فيها الفريق من الدور الاول صفر اليدين.
والاكثر من ذلك أن المنتخب النمساوي لم يتأهل من قبل إلى نهائيات كأس الامم الاوروبية لتكون يورو 2008 هي المشاركة الاولى له في النهائيات.
ويدرك جوزيف هايكرشبيرجر المدير الفني للفريق حجم المهمة الصعبة التي يواجهها فريقه في النهائيات التي وصل إليها الفريق تلقائيا ودون خوض التصفيات لمشاركة بلاده في استضافة البطولة.
ولم يستفد المنتخب النمساوي كثيرا من التجارب الودية التي خاضها في إطار استعداداته للمشاركة في تلك البطولة فلم تكن النتائج التي حققها الفريق في مبارياته الودية على المستوى المطلوب لتعزيز ثقة الفريق بنفسه.
ولم يشارك الفريق في أي مباراة رسمية منذ أن تولى هايكرشبيرجر تدريبه عام 2006 . وحقق الفوز في مباراتين فقط من بين 15 مباراة ودية خاضها في تلك الفترة ، كانت أخراهما أمام منتخب مالطة المتواضع بنتيجة 5/1 مساء أمس الجمعة ، ليكون هذا الفريق أبعد ما يكون عن المنتخب النمساوي "الرائع" الذي تألق خلال الثلاثينيات من القرن الماضي.
وسيكون لدى هايكرشبيرجر القليل من البدائل المفيدة حيث يعتمد الفريق في هيكله على لاعبين لا يمكن الاعتماد عليهم بشكل تام كما أنهم ليسوا من النجوم أصحاب المستوى العالمي على عكس ما هو الحال في باقي المنتخبات المشاركة في البطولة.
ويفضل هايكرشبيرجر الاعتماد على أربعة لاعبين في خط الدفاع حيث يضم هذا الخط اللاعب الشاب سيباستيان برويدل وزميله المخضرم مارتين سترانزل وكذلك إيمانويل بوجاتيتز نجم ميدلسبره الانجليزي.
أما بول شارنر نجم ويجان الانجليزي فيغيب عن صفوف الفريق بسبب خلافه مع هايكرشبيرجر.
ويتبع هايكرشبيرجر خطة اللعب 4/4/2 حيث يعتمد في خط الوسط على خواكيم ستاندفيست ورينيه أوفهاوسر وقائد الفريق وصانع ألعابه أندرياس إيفانشيتز.
واستدعى هايكرشبيرجر لاعب خط الوسط المخضرم إيفيكا فاستيتش /38 عاما/ المولود في كرواتيا ليضيف عنصر الخبرة إلى الفريق الذي يتسم بالشباب.
وقال هايكر شبيرجر "كمدرب ، تريد التفكير في جميع البدائل.. نحن فريق شاب وقد نحتاج إلى قائد له خبرة".
ورغم ذلك يتسائل الجميع في النمسا عن اللاعب الذي يمكنه تسجيل الاهداف ويبدو أن رولاند لينز المحترف في سبورتنج براجا البرتغالي والمخضرم سانيل كولييتش نجم أوستريا فيينا النمساوي هما الاقرب لقيادة الهجوم كما يملك هايكرشبيرجر بديلا آخر جاهزا وهو إيرفن "جيمي" هوفر.
وسجل هوفر ثلاثة أهداف للمنتخب النمساوي في كأس العالم الماضية للشباب (تحت 20 عاما) عام 2007 في كندا وقاد الفريق للوصول إلى الدور قبل النهائي في البطولة.
ويتميز هوفر نجم رابيد فيينا النمساوي بالسرعة والاصرار على تسجيل الاهداف ولذلك فقد يصبح العلاج الحقيقي للفريق من خلال بث التفاؤل في صفوف الفريق الذي يتسم بالقدرات والامكانيات المحدودة.
وقال هايكرشبيرجر "نشعر جميع بالضغط.. ونريد أن نتقبل البطولة القادمة كتحد ونستخدمها لصالحنا. سنعمل جاهدين خلال الفترة المقبلة".